حلم الخيال (7-7) .. عينان
استغرقا في النظر طويلا
لم تمنعهما الابتسامة
من استئناف التأمل والنظر
هو يرى في فتاته الجميلة القابعة أمامه
بملابسها البيضاء أحلام الماضي
التي أعادت وشكلت نفسها
في صورة ملائكية جملية حالمة
نعم ليست بذات الملامح أو حتى تفاصيل
الجسد الذي رأه في محبوبته
غير أنها كانت تحمل نفس العبق
نفس الروح
أما هي فقد بدت أكثر سعادة
لا تستذكر في محبوبها لحظات الماضي
لأنه لا يوجد ثمة ماضي
كانت على العكس
في انتظار الحب .. جربته مرة واكتشفت
أنه ليس اكثر من اعجاب
كانت تكره البحث عن حبها في كرسي
الفصل أو في مدارج الجامعة
كانت تحلم بالمفاجئة
بقصة تتجاوز فصولها الميلودرامية
قصص عشاق السينما
لم تكن رومانسية حالمة بقدر ما
كانت تحيا " لتحب"
ويبدو أن الفرصة قد واتتها
ولكن!!
كيف ؟ وهل من المعقول !!
لا لا . ليس ثمة "لكن" و"كيف" و"هل"
لا للتساؤلات
لا لكل علامات الاستفهام
يكفيني الآن من الحروف الناسخة
حرف "لعل "
هل من الممكن أن يكون هذا حبا
أشعر بدقات قلبي متسارعة
سخونة في الجسد لكنها
لا تنبئ عن مرض
اشعر بقشعريرة في البدن
ويلي .. هل احببته !!
أما هو ..
المستغرق في التأمل
فقد كان يداعب اللحظة الجميلة التي
أتته على غير موعد أوانتظار
كان يشعر بأن الزمن اقتص له
من الماضي الذي لم ينصفه
وكافئه بتلك الملائكية البيضاء
تمنى في هذه اللحظة لو يصدح
عبد الوهاب مرة ثانية بانشودة الجندول:
اين من عيني هاتيك المجالي
ياعروس البحر , ياحلم الخيال
بين كأس يتشهى الكرم خمره
وحبيب يتمنى الكأس ثغره
التقت عيني به أول مره
فعرفت الحب من أول نظره
.....
في تلك اللحظة وقف الجميع مشدودا
التاريخ والجغرافيا وهي وهو ..
وفجأة ...!!
إذا بسائق القطار
يخترق جدار الصمت
الذي لف بالمكان
ليطلق صفارته
مؤذنا بنهاية الرحلة
No comments:
Post a Comment