سحابة صيف

في نهار يونيو الحار ..
في عز الظهيرة
سحابة وحيدة تسكن فوق رأسي
بدت كقطعة ثلج بلورية
تحوي في قطراتها الرقيقة
معاني الصفاء والنقاء
هادئة .. رقيقة .. بيضاء

..
جبيني يتصبب عرقا
عيناي تذرفان دمعا ..
يداى المرتعشتان تتلمسان
ملامح وجهي الشاحب
قطرات العرق تتبخر نحو غيمتي
مقلة عيني تقبض على دمعي
تمتصها نحو الداخل
لتعرف طريقها
نحو مخزن الذكريات
..
أسندت ظهري
ورفعت رأسي
أتأملها .. أحادثها
اهمس في أذنيها .. بهدوءءءء
أخشى أن تسمعني
يا من أخذني في نداهة حب صاخبة
وغيبوبة صمت هادئة
أحدث أهزوجة موسيقية
يطرب قلبي لها تارة
وينتفض من صخبها تارة أخرى
استبقيني تحت ظلالك
حافظي إن شئتي على مسافات
الود بيننا
قفي على عتبة السماء
لا تهتمي لشكوى أو دعاء
فقط قفي هناك
..
أغمضت عيني
أخذتني غيبوبة صمت .. ونوم
هرج ومرج في الجسد الساكن
عقل مهموم ..
وقلب من فرط الهوى
يتلذذ بالشجون
من ينقذني ؟
نشوة حب أم جنون ؟؟
..
هدوء وسكون .. عاد ثانية للمكان
صحوة خفيفة حملتني إلى مرآتي
نظرت
فرأيتها قابعة هناك
أخذتني ريشتي فرسمتها
حتى قلمي المتمرد دوما
بات منذ اللحظة طوع أمرها
..
عدلت بوجهي نحو السماء
تسامقت ببصري إلى أعلى
أخذتني غفوة يقظان
أتعبه طول السفر
بدت كلماته تائهة غير مرتبة ..
حديث من طرف واحد
أيها العابث بأحلامي
تأخر نجمك في السطوع
فطال الغروب
أجبني .. هل تطلبني
أم حلت سماءك فوق رأسي
عرضا .. بدون استئذان
أتلفت يمنة ويسرة ..
!!قلق وهدوء
:ثانية .. عدت أحدث نفسي
فجر كاذب أم ميلاد جديد
أوراقي المصفرة المتساقطة
قبل أن تلامس الأرض
تتلون بالاخضرار!!
منحة ربانية .. أم اختبار؟
انشودة جديدة اسمع
أم صدى الماضي يتردد
أكاليل الغار تزين مملكتي أم تراها
حفلة جنائزية للمثوى الأخير
..
أي ربي ..
أفكارها تشبهني
أحلامها .. تمردها
حتى سكوتها يشبهني
..
أي ربي ..
ليته يرضى .. ليته يحب
!!ليته يرحل
..
لماذا أتيتي يا عزيزتي
وهل بقى شيئ مني
يقبلك !! ؟
..
يقظة .. وحركة على عجل
قلمي الرصاص (المتمرد) يطلبني
بعد طول غياب ثمة خطاب
أسهره وأسهرني
اكتب ..
سأتلو عليك من اقاصيص العشق والهوا
اكتب ورتل ورائي ترتيلا
إن المحب لمن يهوى قتيلا
أرى في خديك شحوب الحب
وقلبك بات منذ اليوم على بابها أسيرا
يحيى بنورها ويموت بغيبها
جنون وألم ولذة وشقاء
ما أحلاه من ألم جميلا
..
دعني أنقل عنك وأقصص من
اسرارك فنونا وترنيما
في عينيك حبها
وفي عقلك حبها
أرسمها أو ارسم نفسك
فقد توحد الجسدان وحل حلولا
فما بعدك عنها بفصل
وما القرب منها بتوحد
عذرا ابن عربي
فلدينا مذهبنا في وحدة الوجودا
..
اكتب ..
عن نور حل بالمكان
لونه الوضاء يعكس نقاء السماء
بزغ فجر الحب يا عزيزي
فلم يعد الحلم مستحيلا
تمنى ما شئت
فعروس الجن تملك الأكسيرا
مروج الذهب في عينيها
وانهار الجنة تجري على يديها
هيا قم وأطفئ القنديلا
شمسه الوضاءة حلت
فلم يعد الحلم مستحيلا
..
استيقظت على لهيب الشمس
ثمة خطب
سحابتي البيضاء تحركت في صمت
لبت نداء السماء
بصري المشدود إلى أعلى يتابعها
أتحرك على إثرها
حركة في السماء
تحكمها خفة الرياح
وحركة في الأرض
مشدودة لقوانين الجاذبية
!!هل يلتقيان