Thursday, February 21, 2008

لا تدعني ..

كانت ليلتها حزينة بائسة، جلست تحدث نفسها بعد فراق محبوبها الذي غادر على غير موعد أو استئذان بعد أن مزق ستائر حزنها التي ألقت بظلالها السوداء على المكان.. فماذا قالت له

جاءني طيفك على غير آوان
حل لوغارتيمات قلبي الذي سكنته
ذكريات الماضي المشبعة بالأحزان
حركت يداك الرقيقتان مياه آسنة
تيبست معها قصة حبي الوحيدة مع
ابن الجيران

يا عزيزي
لا تتركني وحيدة .. ودعني انسج من كلامك
قطعة قماش أبدل بها ثوب
الحزن الأبدي الذي يلف جسدي
دعني أملئ ذاكرتي
بأطياف أحلامك الوردية
فاستنشق من عبيرها
نسمات الحرية

يا عزيزي
دعني أسبح في عينيك المشبعتان بالود
لأغتسل فيهما من أدران الذل والهوان
دعني اصنع من كلامك العذب
"رُقية" شرعية تحرسني من شر الجآن

يا عزيزي
لقد سئمت تحليلات الاغريق والرومان
عن فلسفة الحب والجمال
... عن الإنسان
فما وجدت روحي متنفسا سوى في عباراتك
التي شكلت ترياق الحب والآمان

يا عزيزي
لا تدعني لجدليات الدين والدنيا
والجنة والنار
فقط ولو لمرة واحدة دعني أبوح بالأسرار
دعني أطلب يداك فقد سئمت الانتظار
دعني أرسم بألوان ريشتي الحمراء
أكليل زهور أهديك إياه في ليلة العرس
دعني أزين فستان زفافي الأبيض
دعني أنفض الغبار

أرجوك..
لا تقرأ كلماتي
وكأنها من امرأة فقدت زمام نفسها
أو لسافرة ترمي بشباك هواها
مثل الغواني في صالات القمار
بل هي انتفاضة حب
وزفرة قلب استحالت حباته إلى فوهة بركان
وعقل أسكرته نشوة اللقاء
فلم يعد يطيق البعد ومرارة الانتظار

صدقني .. لا أطلب حبك أو عطفك
فقط لا تكلني إلى نفسي
لا تخرجني من عقلك
لا تطردني من بؤرة الاهتمام
لا تقتلني مرتين
لا تعذبني مرتين
لا تطلق رصاصة الموت
على قلب في حالة الاحتضار
فقط امنحني فرصة
أعطيني ولو مرة واحدة
نشوة الانتصار

3 comments:

Anonymous said...

بجد بجد .. ممتازة .. بارك الله فيك

محمد said...

أراهن أن هذه البائسة .. لم ترسل رسالتها

ذكرتني كلماتها بكلمات الطائشة التي كتب عنها الرافعي

أرجوك..
لا تقرأ كلماتي
وكأنها من امرأة فقدت زمام نفسها
أو لسافرة ترمي بشباك هواها
مثل الغواني في صالات القمار
بل هي انتفاضة حب
وزفرة قلب استحالت حباته إلى فوهة بركان
وعقل أسكرته نشوة اللقاء
فلم يعد يطيق البعد ومرارة الانتظار


أعجبني جدا هذا الجزء

وكلها على بعض جميلة .. بارك الله فيك
:)

Anonymous said...

اكثر من رائعة يا استاذي الفاضل
بجد كلمتها رائعة واحاسيسها مرهفة
فلقد شعرت حين قراتها اني في عالم لا يوجد حولنا مملوء بالحب والوفاء والعطاء
اما عالمنا فقلما تجد من لدية هذة المشاعر الجياشة وهذة العاطفة النبيلة