في رثاء محمود درويش

(1)

لو انا قرأنا الشعر لعرفنا قيمة الحب
لو انا تذوقنا الصبار لعرفنا طعم المر
من رحم المعاناة
يولد الحب والصبر
.. والشعر

(2)
لا نجيد الحب
لا نجيد الكتابة
لا نجيد الصبر
لا نجيد الموت
لا نجيد الابتسامة

لا نجيد الإصرار

لا نجيد الرثاء
لا نستحق الجنة أو النار
اقصى ما نتمناه
أن نبقى ذكرى واعتبار

(2)
تفلسفنا .. تغنيننا
ادعينا كتابة الشعر
وعرفنا
"إنها ترهات يا "صديقي
اياما تمر واحلاما تمر
بسببك يا صديقي
شعرنا بغربتنا عن الكلمة المجاهدة
والرصاصة المقاتلة
عريت أحزاننا
وسفهت أحلامنا
استأثرت وحدك بالكلمات الثائرة
وتركتنا للكلمات الساخرة
(3)
تيبست كرات الدم البيضاء بداخلنا
لنموت بلدغ الهاموش والذبابة
نحيا على الندابة والملامة
:والغناء على الربابة
"في عكا ولد "كنفاني
"وفي نابلس شبت "طوقان
"وفي يافا ترعرع "الدجاني
"ومن الجليل خرج "درويش
"وفي غزة جاهد "ياسين
و"نحن" الحاضر الغائب
هوامش .. ظلال .. كسور
مفعول لأجله .. فعل مبني للمجهول

(4)
لا املك سوى رثائك
بكلمات حائرة
تائهة
من نبع غربتك عن الوطن
وغربتي في الوطن
من نبع وحدتي ووحدتك
لا أملك سوى مقلة عيني
لا أملك سوى مداد قلمي
وصفحة بيضاء

(5)
لماذا رحلت
وقد زرعت فينا طعم الموت
وطعم الحب
وطعم المر
والصبار
وشجرة الزيتون
أيقظت فينا آلام المسيح
وسفر الرؤيا والخروج
سطرت بداخلنا
سفر العودة والرجوع
على رقائق شعرك
وأنغام قافيتك
في زمن العجز
لم تبقى سوى كلماتك تحيينا
فمن يحمل الراية .. بعدك
نحن ..؟؟
نحن يا "جدي" لا نملك سوى الدمع
و الصراخ .. والكلمات الثائرة
لا نستحق غير
الموت عبر رصاصة عابرة
فمثلنا لا يستحق أن يموت
إلا برصاصة غادرة