Friday, March 26, 2010

على ضفتي النهر

قطرات برائحة التوليب الأحمر

تستفيق مع بزوغ الفجر

تلامس روح الربيع

كي تستحيل على الصخر "زهر"

وتخط على الأرض "حلما"

و.. "نهر"

عند المنبع

حيث يشق النهر خطواته الأولى

طيور مهاجرة

تقطع آلاف الأميال لتراهن

على صدق "حدسها"

تبني أعشاشها وتضع "فراخها"

بعيدا عن مرمى النيران

والعشب الأصفر يتلوى من أثر الظمأ

يزحف على ركبتيه

يلتمس على ضفتيه

"طوق نجاة"

و..التقينا

حيث يشق النهر خطواته الأولى

كي يباغت تلك الصحاري الممتدة

يضرب بشرايينه لتدب الحياة في الأطلال

ويتجلى "قيس" بعمامته وعصاه

في مدحه وهجاه

وتنبض الروح في ديارك يا "ليل"

بعد أن سكنت جمراتها

ألفي عام

باغتنا أيضا النهر

لم نُقدر أن الحياة يمكنها أن تدب ثانية

عبر صحارينا الممتدة في بقايا الذاكرة

باغتنا

حيث لم تتعاف الأرض لاستقبال البذور

ولم تشرع السماء في إطلاق زخات المطر

تعاهدنا بالصبر

و.. اكتفينا

بلحظة سكنت فيها نظراتنا

كي تغوص في عالم "الذر"

حيث اللقاء الأول

لتستعيد وعيها ثانية

وترسم خطوطا فاصلة

بين الشك والنور

الظل والحرور

وتعود كلماتنا

أقوى وأجمل

بعد أن تغتسل في قاع النهر

1 comment:

محمد said...

جميلة :)

عايزين تصميم جديد للمدونة ..