Wednesday, December 26, 2007

حلم الخيال (5-7) .. ألف الاثنين

حلم الخيال (5-7) .. ألف الاثنين
الأيد الساكنة بدت تتحرك بهدوءءء

تتحسس الزمان والمكان

خيال هذا .. أم غفوة يقظان

أين الركاب .. المارة .. بائع الشاي؟

لماذا يختفي صوت القطار ؟

حتى الجغرافيا غيرت لونها

شرفتا القطار التي يفترض لها

أن تطل على فضاء لا متناه من الصحراء

تبدلت الآن !!

حيث كشفة الشرفة اليمنى للقطار

عن غدير من الماء يجري

فيما تطل الشرفة اليسرى على

مساحات خضراء واسعة

يتناثر فيها أصحاب الجلاليب الزرقاء

وفي الوقت الذي لم ينتهي الاثنين

من الاجابة على سؤال من أنت ؟

إذا بسؤال ثاني!!

أين نحن ؟

هل ثمة خيال جديد

يعبث بالتاريخ والجغرافيا

أم حالة حب تستحيل أمامها

وديان الصحراء

إلى مراعي خضراء

ألف الاثنين
جلست القرفصاء

وضعت الوسادة على رجليها

مسندة رأسها على ذراعيها التي

بدورها كانت ممدودة على الوسادة

بدت كطفلة صغيرة قامت للتو

من حلم جميل وجلست تحدث

به أمها أو أختها أو نفسها

هي: أخبرني كيف جئنا إلى هنا ؟

ولماذا تغيرت الجغرافيا حولنا ؟

لاحظ أن ثمة تغيرا في المفردات

"جئنا" .. "حولنا"

أعجبته ألف الاثنين

صدقيني لا اعرف

رحلة قطعتها ذهابا وإيابا ألف مرة

ولم يحدث قط أن رأيت النيل أو الخضرة

هل تغيرت بلادي فجأة

هل أخطأنا وظلمنا الحكومة التي كانت

ترطن دوما في التلفزيون والمذياع والجرنال

عن تعمير وزراعة الصحراء

هي: لماذا لا نخرج ونسأل السائق أو أحد العاملين

.. السؤال رغم بديهته الا انه بدا مفاجئا لهما

أو حزينا أو مربكا لكلاهما

كان الاثنان خائفان من الحقيقة

كانا يشعران بأن الطبيعة والتاريخ

والجغرافيا تنسج بحرفية فنان

ملهاة أو مسرحية درامية محبوكة

فإذا كان هذا الشعور كاذبا

لماذا يتبرعان بكشفه أو هتك سره

فليبقى الأمر للتاريخ والجغرافيا

يقرران وحدهما متى

يتخذان القرار بهتك الاسرار

والعودة مرة ثانية إلى عالم

المساحات الصفراء

والأرض الجرداء

No comments: