حلم الخيال (3-7) .. من أنت
فلاش باك
في نومها كانت تبدو كطفلة متمردة أعياها
طول السفر أو الانتظار
لتهمد على الفراش وتنفصل عن الواقع
لتمارس شقاوتها في عالم الاحلام
نظر اليها بعمق وتأمل
لم تحركه تجاهها نزوات الشباب
أو تداعبه حتى يداه بأن يتحسس وجه
فتاة للمرة الأولى في حياته
لم تجري هذه الخواطر على خلده
ليس لفضيلته أو خوفه
فقد لأن نظراته إليها كانت تخرج من قبله
وليس من العقل أو الشهوة
وهنا الفرق
نظرات المحبين تصعد من الروح للقلب
فالعقل .. نهاية بالحلم والخيال
أما نظرات الموتورين والمراهقين
فهي دونية تخرج سهامها من العين
إلى بقية أعضاء الجسم التناسلية ..
كان يتدبر وجهها
يستحضر به وجه محبوبته القديمة
التي عرفها في الصف الخامس
رغم أنه رأها قبل ذلك بخمس سنوات
إلا أن الرؤية غير المعرفة
حيث أن الاحساس بالحب يبعث في النفس
إشراقة جديدة تشعر صاحبها
بأنه يرى محبوبه للمرة الأولى
حتى وإن كانا ملتصقين في
كرسي واحد وفصل واحد
من أنت.. ؟
كانت تتنهد باريحية شديدة
كأنها تتقلب على فراش الزوجية
أو كأنما أوسدت رأسها على فخذي محبوبها
.. فتاهت وتاهت معها أحلامها
بدا أن هذا الجسد الملقى على السرير
في طريقه لليقظة ..
اليدان تقتربان من رموش العينين
اللتان يبدو أنهما يتمردان على الصحو
فيأبيان إلا أن يستغرقا في النوم
فتحت عينيها كأنها تتحسس المكان
باب الكابينة .. فالشرفة فالكنبة فا .... الكنبة !!
بقدر ما كانت العينان تتمردان على الصحو
بقدر ما أصبحتا في تلك اللحظة أكثر
انتباها وتأملا
نظرت بعمق للضيف الغريب
القابع أمامها في سكون الليل الجميل
صمت مطبق بالمكان
لحظات في النظرات المتبادلة
يسأل كل منهما الأخر في همس
من أنت؟
No comments:
Post a Comment